البروفيسور الدكتور. الشريف علي مهران هشام.
القبة الحرارية هي ظاهرة بيئية أو تعود لتغيرات الارصاد الجوية حيث يحبس الهواء الساخن وكلما حاول أن يصعد الي اعلي ينزل الي أسفل بدوافع الضغط مما يجعل درجات الحرارة تتزايد علي سطح الأرض وتؤثر بالسلبية علي صحة البشر والتنمية في البيئة الزراعية والاستثمارية والاجتماعية والحياتية بشكل عام .. علي كل حال ، يعاني العالم العربي هذه الأيام من موجة حر شديدة، تمتاز بأنها أطول من سابقاتها، ووصلت الحرارة في بعض الدول العربية إلى 50 درجة مئوية مصحوبة بجفاف واحيانا !رياح شديدة أدت إلي اندلاع حرائق كبيرة في الغابات والأشجار التي تمثل رئة صحية طبيعية للحياة علي كوكب الارض مثل حرائق الغابات في كندا واليونان واستراليا وامريكا وبعض الدول الأوربية والشرق اسيوية ، وهو ما ترك آثارا سيئة كبيرة على حياة السكان جميعا.
ومن المتوقع أن تتأثر سبعة دول عربية بارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال شهر يوليه وأغسطس وهي مصر والسعودية والعراق وسورية ولبنان والأردن وفلسطين …من
وقد تستمر الأجواء الملتهبة في العديد من دول العالم حتى النصف الأول من أغسطس المقبل.
إن هذه المعدلات الحرارية التي تتعدي الأرقام الطبيعية المعتادة تدعو الجميع دولا وجماعات ومؤسسات وأفرادا الي تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لاستمرار الحياة وتعمير كوكب الارض بأمان وسلام والتضامن والمشاركة الدولية والإقليمية والمحلية بجدية وإخلاص وذلك تكنولوجيا وعلميا وماليا واقتصاديا وبشريا .
ان الموجة الحرارية الحالية أدت إلى ارتفاع كبير في الحرارة وصل إلى 45 درجة في مصر مثلا مع معدلات قياسية من الرطوبة مما يزيد الأمور تعقيدا كون التبريد بات ليس رفاهية بالنسبة إلى المصريين خاصة مع كلفتها الكبيرة التي ما! عادت في متناول جزء كبير من المجتمع المصري مع ارتفاع أسعار الوقود وغياب التيار الكهربائي لساعات طويلة وأسباب أخرى.
لقد أصبح خروج الناس من منازلهم هربا من الحر إلى الطرقات والحدائق والتظلل بالاشجار والبحث عن روافد المياه من بحار و أنهار وبحيرات وترع أصبح من الضرورات للشعور بالراحة النفسية والحياتية ولو مؤقتا ، معظم الدول العربية تشارك مصر نفس المشاعر في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة والتي قد تكون لعدم الاتزان الطبيعي بين احتياجات البشر من الاستثمار والتنمية والجور علي معطيات البيئة الطبيعية وعناصرها البكر …إضافة إلي ارتفاع معدلات التلوث وخاصة اول وثاني أكسيد الكربون والرصاص والامطار الحمضية والتي تتحمل الدول الصناعية والمتقدمة المسؤولية الكبيرة عنها وتتضرر منها الدول النامية والفقيرة دون جريرة منها .
تعلق الأمم المتحدة على موجة الحر: استعدوا لموجات حر أشد.
السؤال القائم هل لظاهرة “إلـ نينو” دور في هذه الموجة الحرارية الغير معتادة مناخيا .
عموما، قد تؤثر هذه المعدلات المرتفعة من درجات الحرارة علي صحة الناس مثل حالات التهاب عالبصر وضربات الشمس والتهاب الجلد والتنفس والصداع والتنافر والابتعاد الأسري والاجتماعي وانخفاض المزاج العام للانتاج والعمل .
وخلاصة القول،
اولا : علينا بالأدعية والتضرع الي الله أن يتولانا برحمته وعفوه . ثانيا : الإكثار من زراعة الأشجار والنباتات في كل مكان مثل جزر الطرق وعلي سطوح المباني وبين الفراغات
ولعل مبادرة زراعة 100 مليون شجرة نخيل مثمرة في مصر احد الرؤية الاستراتيجية في مصر ( وهي مبادرة من الكاتب وهي زراعة مليون نخلة مثمرة في كل محافظة مصرية وتم عرضها في عدة قنوات تليفزيونية ومؤتمرات وندوات ثقافية وعلمية ). ثالثا: التوعية والتثقيف البيئي لدي جميع أفراد المجتمع بضرورة حماية الأشجار واللون الأخضر وترشيد الاستهلاك في المياه والطاقة وتحسين السلوك العام . رابعا : يقع علي الإعلام ومراكز المجتمع المدني والنوادي ومراكز الشباب والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والأحزاب دور كبير في التوعية والتثقيف البيئي وجعل الحياة أكثر نظافة وراحة وجمالا . خامسا : ضرورة التضامن العربي حكومات ومؤسسات وأفراد في المجال البيئي واقتراح خطط وبرامج تنفيذية لحماية المجتمع العربي مناخيا واجتماعيا واقتصاديا. سادسا : تبني استراتيجية الطاقة المتجددة في مصر العربية وخاصة الطاقة الشمسية وهي طاقة مستدامة ونظيفة وجميلة وتعمل لمدة 23 عاما دون تكلفة سوي صيانة بسيطة مثل تنظيف الواح السليكون وتجديد البطاريات . سابعا: التوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي في تلطيف المناخ العام والبيئة الكونية . والله المستعان،،،